نوف الموسى (دبي)

ضمن فعاليات المعرض الرئيسي في برنامج 2019 الذي يحمل شعار: «أقصر مسافة بيننا: قصص من البرنامج العربي للتصوير الوثائقي»، تنطلق في الرابع من فبراير المقبل، النسخة الـ 15 لـ «أسبوع التصوير»، الذي ينظمه مركز التصوير الفوتوغرافي «جلف فوتو بلس» في مدينة دبي.
ويطرح المعرض سؤال تأثير الصورة في تشكيل الوعي، عبر تبنيه شعار «اقترب أكثر»، لمحاكاة التفاصيل اليومية في حياة المجتمعات، من خلال أعمال مختارة لنحو 7 مصورين، حصلوا على دعم من «البرنامج العربي للتصوير الوثائقي».
ويأتي المعرض ثمرة التعاون بين «الصندوق العربي للثقافة والفنون- آفاق» و«السركال آفنيو» و«صندوق الأمير كلاوس» و«مؤسسة ماغنوم»، بهدف تجاوز ما هو اعتيادي إلى ما هو متفرد، ويحمل بعداً استثنائياً في أن يسرد الأشخاص قصصهم بأنفسهم، ويساهموا في تلاشي «الصورة النمطية» عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، عبر محاور عدة تحدث حولها محمد سمجي، مدير «جلف فوتو بلس» لـ «الاتحاد» قائلاً: «نسعى لإثراء حالة الصورة في الوعي البصري عبر جعل المتلقي، متعمقاً أكثر في فهم ومعالجة الصورة الفوتوغرافية».
ورأى سمجي أن الانتقال من اعتبار «أسبوع التصوير» من مؤتمر سنوي، يستهدف المتخصصين في مجال التصوير إلى مهرجان يستوعب جميع المهتمين في التجربة البصرية، «أهم تحول للمشروع بشكل عام، إلى جانب ولوجه عالم (الفيديو)، مؤخراً، والذي تقدمه المتخصصة فالنتينا في»، لافتاً إلى أن الأسبوع يتضمن ورشاً تعليمية، تتصدرها قراءات واهتمامات في مجال التصوير الوثائقي، علاوة على استضافة أهم المتحدثين الدوليين، لإثراء برنامج النقاشات التعليمية في «أسبوع الصورة»، من بينهم: زاك آرياس، ونقاشه حول «الضوء الواحد»، وتبسيط عالم الإضاءة، بينما يتركز عمل مايك كيلي على تقديم «أساسيات التصوير المعماري». أما في مجال «التصوير الحيّ» فيثير ماسييج داكوفيتش، عبر جلسة نقدية مشتركة، آلية تطوير أساليب التصوير والأخطاء الشائعة. واللافت أن «أسبوع الصورة»، اعتمد في برنامجه أيضاً على الحس التفاعلي مثل اختيار منطقة «القوز» والمشي فيها مع مجموعة من المشاركين والتقاط صور مختلفة للمكان، وهي إحدى الممارسات المعروفة في البيئات الفوتوغرافية، لخوض تجربة لحظية مع الفوتوغرافيا. إضافة إلى فعالية «ذا شوت اوت»، وهي تنافسية لطيفة يتبارى فيها 3 مصورين محترفين، على مدار الساعة، لالتقاط أفضل صورة ممكنة للجمهور الذي سيختار الفائز بنفسه.
وتكمن أهمية برامج التصوير الفوتوغرافي، وتحديداً الورش التعليمية والجلسات النقاشية، بحسب محمد سمجي، في قوة الحوار التفاعلي بين صانع الصورة و(منتجها) وبين المتلقي من جهة، وهي مواجهة حقيقية لصناع الصورة النمطية لمنطقة الخليج والعالم العربي، ومحاولة إيقاف عملية الاستخفاف بمضامين وعمق المنطقة الحضاري، بأن نتجاوز فكرة الصحراء والجمال والحجاب وغيرها. بالتأكيد هذا جزء من التكوين الاجتماعي والجغرافي والثقافي، ولكنه لا يمثل ما نشكله نحن بالضرورة، بل يتجاوز لأمور جمالية أخرى، نمتلكها ونود التعبير عنها بأشكال إبداعية متعددة، مؤكداً أن «مواقع التواصل الاجتماعي»، ساهمت بشكل جدي، في أن يعبر الأشخاص عن قصصهم بأنفسهم، ولم تعد فكرة فرض الصورة على المجتمعات، أمراً محتكراً، بل المجتمع مساهم فاعل في خلقها، ما يوضح الدور الحقيقي الذي سنلعبه في الفترة القادمة وهو بناء وعي متفرد في ماهية الصورة، وجعلها أكثر تعددية، وانفتاحاً عبر واقع الحكاية الإنسانية.